الفنون الصخرية في “غضا عنيزة” ذاكرة إنسانية محفورة في الوجدان

طويق

Administrator
طاقم الإدارة
16 مارس 2020
5,767
3
38
تميّزت الفنون الصخرية في الغضا بمحافظة عنيزة باعتبارها عنصر جذب سياحي لدى سكان المنطقة، حيث تقع وسط رمال ذهبية كجزء من متنزهات الغضا في الجهة الجنوبية الغربية من المحافظة على بعد نحو 21 كم على الطريق المعروف بطريق الضلعة.
ويعود موقع الفنون الصخرية حسب الدلالات إلى فترة زمنية قديمة، وهو عبارة عن مجموعة من الواجهات الفنية الصخرية على أكمة سوداء مستطيلة طولها نحو 1 كم تقريباً ممتدة من الشرق إلى الغرب، وُجِدَت عليها بعض العناصر الحيوانية والآدمية المنحوتة على صخورها، ولوحظ وجود أعمدة حجرية تبين أنها عبارة عن أشجار متحجرة استخدمت كواجهات صخرية للنحت عليها، حيث نجد جزءًا من عمود طوله 1م وقطره 42 سم أسطواني الشكل.
ويجذب موقع الفنون، الأهالي والزوار؛ لوقوعه في متنزهات الغضا المعروفة في محافظة عنيزة الذي يخضع للرقابة الدائمة من قبل هيئة التراث، وتمّت حمايته بسور للمحافظة عليه.
وكشفت هيئة التراث عن هذه البصمة الخالدة للحضور الإنساني في متنزهات الغضا من فنون صخرية قاومت الزمن والنسيان؛ لتكون ذاكرة مكانية أثرية وثقت حضارات عتيقة، وأجيال مديدة، رسمت إشارات عبورها وتفاصيل تفاعلها ورسالتها، شاهدةً على جغرافيا الجزيرة العربية، وتاريخ المكان، بوصفها ألبوماً مدوناً على الصخور في هيئة منحوتات ونقوش فنية.
وتقع متنزهات الغضا البرية الواقعة على بُعد 16 كيلومترًا عن محافظة عنيزة في منطقة القصيم، وتشتهر بأشجار الغضا، والكثبان الرملية، لتمثل متحفاً مفتوحاً للواجهات الصخرية المتنوعة لعناصر آدمية، وأخرى حيوانية، وبعض الرسوم المنتشرة بالموقع، كما عُثر فيها على أعمدة حجرية أسطوانية الشكل مختلفة الأحجام والأطوال، وذلك من خلال أعمال المسوحات الأثرية على عدد كبير من مواقع الفنون الصخرية المحتملة.
وفي الوقت الذي دعت فيه هيئة التراث المواطنين والمهتمين إلى المحافظة على المواقع الأثرية المكتشفة، وأهمية وعي المواطن ودوره بوصفه شريكاً أساسياً في المحافظة على تراث وطنه ورعايته؛ بيّنت الفنون الصخرية المكتشفة في متنزهات الغضا عن واجهة إحدى الصخور الدالة على النداء والترحاب متجسدة في فن صخري منقوش على حجر يمثل شخصاً رافعاً يديه إلى الأعلى مع الانعكاس مثل استجابة الدعاء، ومنحوتات لحيوان الجمل “سفينة الصحراء”، وكذلك نحت صخري لفارس يمتطي صهوة جواد، ونحت آخر لحيوان الوعل في مظهر من التقارب بين الإنسان والكائنات التي رافقت رحلته وتجاربه، ونحت لليد البشرية رمزية للمصافحة وترويض الصلابة، إلى جانب عناصر أخرى غير واضحة المعالم.